"ديلى ميل": علماء يسعون لإعادة تجميد القطب الشمالي لإبطاء تغير المناخ

"ديلى ميل": علماء يسعون لإعادة تجميد القطب الشمالي لإبطاء تغير المناخ
علماء في القطب الشمالي

يدرس علماء من جامعة كامبريدج خطة جريئة لإبطاء الاحتباس الحراري عبر إعادة تجميد القطب الشمالي صناعيًا وذلك في خطوة مبتكرة لمواجهة التسارع الخطِر في ذوبان الجليد بالقطب الشمالي.

وذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، السبت، أن الفريق البحثي يعمل  على تطوير تقنيات من شأنها زيادة كثافة الجليد البحري، الذي يشهد تراجعًا سريعًا، خاصة خلال أشهر الصيف.

وتُظهر التقديرات العلمية أن القطب الشمالي قد يصبح خالياً تمامًا من الجليد خلال أشهر الصيف بحلول ثلاثينيات القرن الحالي، حتى في حال تنفيذ تخفيضات كبيرة وفورية في الانبعاثات.

ويمثل هذا السيناريو تهديدًا مباشرًا للنظم البيئية القطبية، والحيوانات التي تعتمد على الجليد البحري، مثل الدببة القطبية والفقمات.

تكثيف السطح 

أحد الحلول التي يختبرها مركز كامبريدج لإصلاح المناخ يحمل اسم "تكثيف السطح"، ويهدف إلى زيادة سماكة الجليد البحري خلال فصل الشتاء عبر تقنيات هندسية بسيطة ولكن فعالة.

تشمل هذه التقنيات ضخ مياه البحر إلى سطح الجليد في المناطق التي لا يوجد فيها ثلج، لتتجمد مباشرة بفعل الهواء القطبي البارد، ما يزيد من سماكة الطبقة العليا من الجليد.

أما في المناطق التي يغطيها الثلج، فيمكن حقن مياه البحر في الفراغات الهوائية داخل الثلج، ما يحول هذا الثلج إلى جليد أكثر صلابة، ويعزز تكوّن الجليد الطبيعي عند قاعدة الجليد البحري.

تجارب ميدانية في كندا

من المقرر أن تبدأ تجارب ميدانية في القطب الشمالي الكندي خلال عام 2025، بالتعاون مع شركة "ريل آيس" (Real Ice)، وهي مؤسسة غير ربحية تركز على استعادة جليد القطب الشمالي وحمايته من الذوبان الكامل.

ويحظى المشروع بدعم مالي ضمن برنامج ضخم تموله الحكومة البريطانية، إذ يعد جزءًا من 21 مشروعًا للهندسة الجيولوجية ستتلقى ما مجموعه 57 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب.

ويأتي هذا التمويل من وكالة الأبحاث والاختراعات الحكومية البريطانية (ARIA)، التي تهدف إلى دعم الابتكارات الجذرية في مواجهة التغير المناخي.

خلفية علمية مبسطة

يتكوّن الجليد البحري عندما تتجمد المياه السطحية في المحيطات القطبية، ومع مرور الوقت، يعمل هذا الجليد كطبقة عازلة تحافظ على برودة المياه وتحمي المناخ الإقليمي من التغيرات المتطرفة.

ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، أصبح هذا الجليد أرق وأقصر عمرًا، ما يؤدي إلى امتصاص المزيد من الحرارة من الشمس، وبالتالي تسريع الذوبان فيما يُعرف بـ"تأثير الحلقة القطبية".

ما بين الأمل والمخاوف

رغم أن هذه المبادرة تعطي بصيص أمل في كبح آثار التغير المناخي، فإن الهندسة الجيولوجية تثير جدلاً واسعًا بين العلماء بسبب أخطارها البيئية المحتملة، وصعوبة التنبؤ بنتائجها على المدى الطويل.

ومع ذلك، يرى داعمو المشروع أن الوقت قد حان لتجريب حلول جذرية، خاصة مع تسارع الذوبان وازدياد تهديده للحياة القطبية واستقرار مناخ الكوكب بأسره.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية